اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 312
فما لزمان بعد موتك ذمّة ... ولا أحد في العيش بعدك راغب [116 ظ]
ولا كنت ممّن يقسم الهول لبّه ... شعاعا ولا سدّت عليك المذاهب [1]
ولو شئت والآجال صعر خدودها ... لنجّتك منها الناجيات السلاهب [2]
وصهب من العيدي لا الزيغ قادها ... إليك ولا مدح من القول كاذب [3]
تعودن خبط الليل في كلّ سربخ ... فقد عرفت أخفافهنّ السباسب [4]
نعاك لها الناعي فأصبحن ضلّعا ... عجافا وخانتها الذّرى والغوارب [5]
فان حمّل الدهر الرزايا نفوسكم ... فأنتم قروم الحادثات المصاعب [6]
وإن تغلبوا الأملاك أو يغلبوكم ... ففي الناس مغلوب كريم وغالب
[أبو السري الأعمى يذكر خداشا]
وأبو السري الأعمى شاعر كان في أعجاز أيام بني أمية، وهو القائل في رواية أحمد بن يحيى بن جابر، هذه الأبيات: [الخفيف]
وخداش المحلّ إذ خدش الدي ... ن وأوفى بدعوة الضّلّال
دان بالرفض والتحرّم حينا ... وبقتل النساء والأطفال
أي شيء يكون أعجب من ذا ... أزرقيّ ورافضي في حال
قال هذا: يعني به عمار بن يزداد [7] ، وكان قد أنفذه محمد بن
[1] لبّه: عقله ونفسه. شعاعا: تفرقا، أي خوفا.
[2] الناجيات: الإبل السريعة. السلاهب: الطويلة، والمسرعات في العدو.
[3] الصهب: الخيل الصفر التي يضرب لونها إلى الحمرة أو البياض. العيدي: النجائب العيدية، نسبة إلى العيدي بن الندغي بن مهرة بن حيدان، أو إلى بني عيد بن الأمري، أي أنها نجيبة أصيلة. (القاموس المحيط: عيد)
[4] السربخ: الأرض الواسعة المضلة. السباسب: المفازات.
[5] الذرى: أراد بها الأسنمة. الغوارب: الكواهل، وما بين السنام والعنق. أراد أنها أصبحت ضعيفة مهزولة.
[6] القروم: السادة العظماء. [7] كذا في الأصل: (عمار بن يزداد) وفي الطبري: (عمار بن يزيد) سمي خداشا لأنه خدش الدين، وفي سنة 117 هـ وجهه بكير بن ماهان إلى خراسان واليا على شيعة بني العباس،-
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 312